الصحابي كثير المزاح الذي غضب منه الصحابة واشتكوه لرسول الله وقبّل عمر بن الخطاب رأسه
مواقف من حياة المقداد بن عمرو
جهاده رضي الله عنه ثبت في صحيح البخاري، عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أنه قال (شَهِدْتُ مِنَ المِقْدَادِ بنِ الأسْوَدِ مَشْهَدًا، لَأَنْ أكُونَ صَاحِبَهُ أحَبُّ إلَيَّ ممَّا عُدِلَ به؛ أتَى النَّبيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- وهو يَدْعُو علَى المُشْرِكِينَ، فَقَالَ لا نَقُولُ كما قَالَ قَوْمُ مُوسَى اذْهَبْ أنْتَ ورَبُّكَ فَقَاتِلَا، ولَكِنَّا نُقَاتِلُ عن يَمِينِكَ، وعَنْ شِمَالِكَ، وبيْنَ يَدَيْكَ وخَلْفَكَ، فَرَأَيْتُ النَّبيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- أشْرَقَ وجْهُهُ وسَرَّهُ).
وقد شهد مع النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- غزوة بدر، وقد قيل ما كان فيها فارس غير الصحابي المقداد بن عمرو رضي الله عنه وهو أول من قاتل في سبيل الله وهو يركب فرس، فأعطاه النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- بعد انتهاء الغزوة سهماً له وسهماً لفرسه.
قصة زواجه رضي الله عنه
كان الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه-، والصحابي الجليل المقداد بن عمرو رضي الله عنه جالسان مع بعضهما يتحدثان، فقال الصحابي عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- للصحابي المقداد بن عمرو -رضي الله عنه ما منعك أن تتزوج، فأجاب الصحابي المقداد بن عمرو رضي الله عنه زوجني ابنتك. وغضب الصحابي عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- وأغلظ عليه في القول، فذهب الصحابي المقداد بن عمرو -رضي الله عنه- إلى النبي صلى الله عليه وسلم-؛ فرأى في وجهه الهمّ، فقال له: ما بك فأخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- بما قاله الصحابي عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه-. وكان الصحابة -رضوان الله عليهم- من يصيبه أمر يشكوه للنبي صلى الله عليه وسلم فقال له: سأزوجك ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب
تطبيقه لقول النبي صلى الله عليه وسلم
ومن مواقف الصحابي المقداد بن عمرو أيضاً أن رجلاً مدح رجلاً في المسجد فقام إليه المقداد، ووضع التراب في وجهه، وقال له: ما أنت بمنته، وأنا لا أدع شيئاً سمعته من النبي -صلى الله عليه وسلم أن نحثو في وجوه المداحين التراب
نهي النبي له عن قتل النفس
وأيضاً من مواقفه رضي الله عنه- أنه جاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم فقال له (يَا رَسولَ اللَّهِ، إنِّي لَقِيتُ كَافِرًا فَاقْتَتَلْنَا، فَضَرَبَ يَدِي بالسَّيْفِ فَقَطَعَهَا، ثُمَّ لَاذَ مِنِّي بشَجَرَةٍ، وقالَ أسْلَمْتُ لِلَّهِ، أقتله بَعْدَ أنْ قالَهَا). (قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لا تَقْتُلْهُ قالَ يا رَسولَ اللَّهِ، فإنَّه طَرَحَ إحْدَى يَدَيَّ، ثُمَّ قالَ ذلكَ بَعْدَ ما قَطَعَهَا، اقتله قالَ لا تَقْتُلْهُ، فإنْ قَتَلْتَهُ فإنَّه بمَنْزِلَتِكَ قَبْلَ أنْ تَقْتُلَهُ، وأَنْتَ بمَنْزِلَتِهِ قَبْلَ أنْ يَقُولَ كَلِمَتَهُ الَّتي قالَ
الصحابي الجليل المقداد بن عمرو رضي الله عنه
هو الصحابي الجليل المقداد بن عمرو الكندي رضي الله عنه- ويُكنى أبا معبد، واسم والده هو عمرو، ونُسب إلى الأسود لأنه كان تبناه وهو صغير، وقام بتربيته، وقد توفي الصحابي الجليل المقداد بن عمرو -رضي الله عنه- في خلافة الصحابي الجليل عثمان بن عفان رضي الله عنه