أين تذهب روحك بعد النوم وماذا يفعل الله بها ستبكى على حالك إجابة ستصدمك
ماذا يحدث لروح الإنسان عند النوم
النوم آية من آيات الله جعلها لعباده حتى يتحقق الغاية من وجود الليل لسكون النفس والجسد وراحة من عناء النهار، وهو الموت الأصغر الذي ترد إليه الرُّوح، وهناك الموت الأكبر لا يقظة بعده، فهي تتم دون أن يكون دخل من الإنسان بها ودليل لوجود الله تعالى
تعريف النوم والرُّوح
النوم هو فترة راحة للبدن والعقل تغيب خلالها الإرادة والوعي وتتوقف الوظائف البدنية وتتعطل بسبب ترَخِّي البُخارات إلى الدماغ لفترة مؤقتة، لحين ردِّ الروح إليها بأمر الله، والعلاقة بين النعاس والنوم، أن النعاس ليس فيه غلبةً على العقل بغياب الحواس، وإنما فقط فتور، بعكس النوم الرُّوح لا يعلم أمرها إلى الله تعالى فهي من الأمور الغيبية التي يجهل العباد بعلمها مع التيَقُن بوجودها، قائمة بذاتها وبنفسها، تصعد وتنزل، تتصل وتنفصل تخرج وتعود وتتحرك وتسكن، لا يعلم كُنهُها إلا الله قال تعالى ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا﴾
وهي حادثة وليست قديمة، وتَحِل في جسم الإنسان وهو جنين، قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم (إنَّ أحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ في بَطْنِ أُمِّهِ أرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ يَكونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذلكَ، ثُمَّ يَكونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذلكَ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ مَلَكًا فيُؤْمَرُ بأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ، ويُقَالُ له اكْتُبْ عَمَلَهُ، ورِزْقَهُ، وأَجَلَهُ، وشَقِيٌّ أوْ سَعِيدٌ ثُمَّ يُنْفَخُ فيه الرُّوحُ).
اختلاف خروج الروح عند النوم عن خروجها حال الموت
الرُّوح تخرج مرتين من الإنسان مرةً عند النوم وهي التي تَرُد وترجع إلى جسد الإنسان وتكون قريبةً منه فيتوفاها الله في منامها، ويُمسكها لتعود مرةً أخرى عند الاستيقاظ، لقوله تعالى ﴿اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ۖ فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) فمعنى الإرسال أنها قد خرجت ثم عادت إلى الجسد.
ولا يمكن أن يرتاح الجسد عند نومه إلا بخروج الرُّوح، أما خروجها عند الموت، فيختلف اختلافا تاما لخروجها خروج نهائي، ولا تعود مرة أخرى، فهي تنتقل إلى الحياة البرزخية وتبقى لليوم الموعود للحساب. وقبض الرُّوح أثناء النوم لا يستلزم انفصالها كلياً، يعني أنها ما زالت متعلقة بالجسد، وتبقى الحياة أثناء النوم، وإن ما يحدث للجسد يختلف حسب نوع الانفصال،قال تعالى﴿ وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَىٰ أَجَلٌ مُّسَمًّى ۖ ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾
نِعمة رد الرُّوح بعد النوم
خروج الرُّوح بشكل مؤقت من جسد الإنسان ثم عودتها إليه عند الاستيقاظ، تعطي الجسم الراحة والحيوية والنشاط لمقاومة أتعاب الحياة، فلو بقي الإنسان مستلقيا بجسده دون أن يُغمض عيناه أو أعاد فتحهما وبقيت الرُّوح، ففي هذه الحالة لا يمكن أن يرتاح حتى لو بقي فترة طويلة، فروح المؤمن تسجد لله عز وجل تحت العرش حتى إذا عادت إليه، وإن روح الفاجر تجول مع الشياطين ولا تترك بها آفة إلا عذبتها بها. ومن أدعية الرسول - صلى الله عليه وسلم المأثورة في ذلك (إذا استيقظ أحدُكم فلْيَقُلْ الحمدُ لله الذي رَدَّ عليَّ رُوحي وعافاني في جسدي و أَذِنَ لي بذِكره)
فيحمد الله تعالى عند استيقاظه، أن روحه رُدت إليه محفوظاً دون أذى وأذِن لنا الله بذكره‘ وينبغي للعبد أن ينام على طاعة أو نيَّة صالحة حتى يؤجر عليها حتى في وقت منامه، قال تعالى ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُم مِّن فَضْلِهِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ﴾ وذكر ابن القيِّم في كتابه: موت النفوس هي مفارقتها لاجسادها وخروجها منها فان أُريد بموتها هذا القدر فهي ذائقة الموت وان أُريد انها تُعدم وتَضمحِلَّ وتصير عدماً فهي لا تموت بهذا الاعتبار بل هي باقية بعد خلقها في نعيم او عذاب